عمّان- أكّد أ.د. عامر عدنان الحافي، أستاذ الدّراسات الفقهيّة والقانونيّة في جامعة آل البيت، أهميّة البحث في التأسيس لرؤية قويمة تعزّز مكانة الإنسان وقيمة العقل، بعيدًا عن قداسة الذّات وازدواجيّة المعايير.
وقال في محاضرةً له عنوانها "إشكاليّة نجاة الذّات وهلاك الآخر في الفكر الدّينيّ"، ألقاها في اللقاء الشهريّ التاسع لمنتدى الفكر العربيّ، مساء الأربعاء 13/10/2010: إنّ البحث في إمكانيّة نجاة الآخر الدّينيّ يتطلَّب رؤية علميّة موضوعيّة، وشجاعة تتجاوز قيد المفاهيم العقديّة السّائدة والمتغلغلة في بعض زوايا الفكر الدّينيّ، وإعادة اكتشاف القيم الدّينيّة التوحيديّة.
وانطلاقًا من التصوّر الذي يُعطي الخَلق جميعًا فرصة متساوية في النجاة والخلاص، أوضح د. الحافي أنّ حصر النجاة بفئة من الناس هو استنساخ للعقدة القاتلة في مقولة "شعب الله المختار". وتساءل: ما ذنب الإنسان الذي ولد على دين لم يختره؟ ولماذا يضيّق بعض الخَلق سعة رحمة الله ويجعلونها حكرًا عليهم من دون سائر الخَلق؟
وأشار إلى أنّ القول بهلاك عموم الناس لا ينسجم مع آيات وردت في القرآن الكريم بأنْ لا هَلاك ولا عذاب من دون معرفة الإنسان للرّسالة التي يريد الله منه اتباعها. ومصير الإنسان يحدّده الإنسان نفسه على قدر سعيه ووسعه وصلاحه وإحسانه. فكلّ من يريد الله ويطلبه ويُحسن إلى الخَلق هو جدير بالخلاص على أي اسمٍ كان وعلى أي ملّةٍ قضى.
كما أشار إلى أنّ القرآن الكريم كان واضحًا في رفضه العقليّة الإقصائيّة لأي شكل من أشكال الخير والفضيلة. كذلك أكّد أنّ الحكم الفصل لمصائر العِباد إنّما هو لربّ العباد وحده.
أدار اللقاء أ.د. حازم طالب مشتاق، أستاذ الكتابة الفنّيّة في الجامعة الأردنيّة وجامعة الأميرة سميّة للتكنولوجيا. وتناول النقاش الذي أعقب المحاضرة جوانب مختلفة من إشكاليّة نجاة الذّات وهَلاك الآخر.